أخصائية التغذية عرين شبلي:
أواجه اليوم تحديًا ليس سهلا من جانب رفع المستوى الصحي والتغذية السليمة داخل المجتمع البدوي بشكل خاص ورفع الوعي في نمط وأسلوب حياة صحي وخاصة عند بدو جنوب البلاد
اليوم بات معروفًا أن التغذية الصحيحة والصحية يمكن أن تمنع الإصابة بالكثير من الأمراض بل ولها تأثير في الشفاء ووظيفتي هي إيصال هذه الرسالة من خلال إدارة نهج حياة صحي
العائلة الفلسطينية في مجتمعاتنا البدوية في منطقة النقب وخاصة في القرى غير المعترف بها تعيش نمط حياة مختلف كليًّا عن باقي أنماط الحياة حتى في القرى الكبيرة والمدن المجاورة والأمر يحتاج الى بناء خطط أساسية لأسلوب التغذية السليمة لصالح هذه الفئة السكانية
حصلت الطالبة عرين شبلي- ابنة قرية الشبلي، مؤخرًا على لقب أول في موضوع علوم التغذية من كلية تل حاي، وجاء من إدارة الكلية أن عرين هي أول فتاة عربية من المجتمع البدوي تحصل على هذا اللقب، وهو جدير بالإنتباه.
مجلة ليدي كل العرب إلتقت بأخصائية التغذية عرين شبلي، التي عبرت عن فرحتها، كونها أول فتاة "عربية من الوسط البدوي"، بالرغم انها لا ترغب بمثل هذه التسميات لكونها ابنة المجتمع العربي، وتعتز انها حصلت على اللقب، وأكدت أن الكلية الأكاديمية تل حاي، حيث درست هي التي أكدت المعلومة بانها الطالبة البدوية الأولى التي تنهي هذا التخصص، وأن إختيارها لموضوع علوم التغذية، جاء كونها تُحب المواضيع العلمية، والمتجددة دائمًا، وإستطاعت خلال سنواتها التعليمة الدمج بين موضوعين، وهما علوم الغذاء، وموضوع تقنيات التغذية، وهي مشغولة في هذه الأيام بمرحلة التطبيق العملي في مستشفى أساف هروفيه"، وبدأت تكتسب خبرة العمل والدمج بين ما اكتسبته خلال دراستها الأكاديمية، وما يحدث على أرض الواقع.
رفع المستوى الصحي
وأكدت شبلي لليدي كل العرب: "أواجه اليوم تحديًا ليس سهلا، من جانب رفع المستوى الصحي والتغذية السليمة داخل المجتمع البدوي بشكل خاص، ورفع الوعي في نمط وأسلوب حياة صحي، وخاصة عند بدو جنوب البلاد، إذ يُعاني الكثيرون من البدو من أمراض وراثية وإرتفاع وتفشي مرض السُكري".
التغذية الصحيحة والصحية
وقالت: "اليوم، بات معروفًا أن التغذية الصحيحة والصحية يمكن أن تمنع الإصابة بالكثير من الأمراض، بل ولها تأثير في الشفاء. وظيفتي هي إيصال هذه الرسالة من خلال إدارة نهج حياة صحي، يشمل تغذية متوازنة ونشاطات بدنية في المجتمع العربي بشكل عام، وفي المجتمع البدوي بشكل خاص. وقد بدأت خلال السنة الأخيرة بتمرير ورشات عمل في بلدات عربية، منها: الشبلي، دبورية، إكسال، طمرة، وغيرها العديد من القرى. تواصلت من خلالها مع أولاد وأمهات وتناقشنا في عدة مواضيع مثل: ما هي قائمة الطعام الصحية، ما هو تأثير الخضروات والفواكه في غذاء الإنسان، أي أطعمة يجب الابتعاد عنها، وطريقة قراءة اللاصق الموجود على المنتجات الغذائية، وكان الهدف من هذه النشاطات التوعوية، زيادة الوعي لدى الأمهات والجيل الشاب".
نهج حياة صحي
وتعبر عرين عن مشاعرها بالقول: "أشعر بأننا في بداية الطريق، وهنالك الكثير من العمل أمامنا، ولكنني أفهم أيضًا أن أخصائيي التغذية الذي يخاطبون السكان بلغتهم، ويشرحون عن الأمراض المنتشرة مثل السكري وضغط الدم، وطرق الوقاية منها من خلال التغذية الصحيحة ونهج حياة صحي، قادرون على الوصول إلى النتائج المرجوة".
نمط حياة
وتقول شبلي: "العائلة الفلسطينية في مجتمعاتنا البدوية في منطقة النقب، وخاصة في القرى غير المعترف بها، تعيش نمط حياة مختلف كليًّا عن باقي أنماط الحياة، حتى في القرى الكبيرة والمدن المجاورة، والأمر يحتاج الى بناء خطط أساسية لأسلوب التغذية السليمة لصالح هذه الفئة السكانية، وخاصة بعد صدور دراسات تتحدث عن وجود نسب ليست بسيطة، من تلاميذ مدارس النقب الذين يعانون من سوء التغذية، وقد يكون ذلك بسبب أن الأطفال من عائلات فقيرة، وقد يكون بسبب نمط حياة غير صحي وغير سليم، وأن الأطفال البدو الذين يعيشون في البلدات غير المعترف بها في النقب، معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية لقلة التوعية، الامر الذي قد يوصل احيانًا ايضًا الى السمنة الزائدة لنفس السبب".
رفع نسبة الذكاء
وتضيف شبلي: "من الأهمية عمل كل ما بإستطاعة العاملين في الحقل، من أجل وجود جيل جديد من الأصحاء والأذكياء، كون التغذية السليمة والصحية لها علاقة مباشرة في رفع نسبة الذكاء ونوعية الحياة الصحية على المجتمع ككل. ومن هنا، ينبغي على مؤسسات الدولة أن تبادر لوضع برامج تغذية، واعتقد أن دوري كفتاة عربية ومن وسط بدوي، المطالبة بتجييش مجموعات تطوعية لتوعية جميع الاجيال، من دور الحضانة ثم المدارس وافراد العائلة ككل، وتنفيذ خطة لزيادة الوعي، وهنا لا يمكننا أن ننسى أن سوء التغذية والذي ينتج عنه امراض السكري والكبد والسمنة الزائدة، لها علاقة بوضعهم الاجتماعي – الاقتصادي، وسوء التغذية لدى الاطفال يعني أنه لا يحصل على كمية الطاقة المطلوبة التي يحتاجها كي ينمو ويتطور كما ينبغي، وأن لذلك علاقة بأن نسبة الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر في البلاد بلغت حوالي 30%".
مواجهة المخاطر
وتنوه شبلي قائلة لمجلة ليدي: "ومن هذا المنطلق أرى من واجبي كفتاة عربية درست مجال التغذية وعلم الغذاء، أن أساهم بقدر المستطاع من أجل غد مشرق للمجتمع الذي أعيش فيه، وأرى بانني قادرة على التطوع بين أهلي في النقب وبين القرى العربية غير المعترف بها، لتقديم المحاضرات التثقيفية لمواجهة أي مخاطر صحية بسبب سوء التغذية، وللسير على نمط حياة صحي، وهذا الامر يتطلب تكاتفًا من الجمعيات والمؤسسات الفاعلة على الساحة بشكل اكبر عما كان عليه الامر سابقًا".
افتتاح برنامج تعليمي للقب الثاني
وتؤكد عرين شبلي: "تلقيت الدعم والعطاء من عائلتي، ومن طاقم إدارة الكلية الأكاديمية تل حاي، منذ أن تسجلت للدراسة فيها حتى هذه اللحظة، وحصول الكلية على مصادقة من قبل مجلس التعليم العالي، من أجل افتتاح برنامج تعليمي للقب الثاني في دراسات علوم التغذية، يجعل الباب مفتوحًا للطالبات العربيات للانتساب لهذا المسار، الذي يحتاجه الوسط العربي من اجل تغيير الواقع، وبهذا ستكون الكلية الأولى في البلاد التي تطرح مسارًا تعليميًّا يمكن الخريجين المتفوقين من الدراسة والعمل في مجالات مختلفة من تخصص التغذية".