أنا يا أبي لا أريدُ الذهاب
لن أغادرَ المخيم
لكننا سنذهبُ إلى حيثُ
يتوافر الطعام !
لكننا يا أبي
سنحملُ بطاقةً أخرى للجوء
وسيضعونَ لنا أرقامًا تسلسيّةً جديدة
وسيقولون لنا أنتم هنا لا جئين.
ألم تقُل لي با أبي
أني عندما أكبر سأعرفُ معنى اللجوء ؟
اليومَ أعرفهُ يا أبي
ذاك يوسفُ ماتَ بردًا
وبيسان اغتصبها الجوع
ويافا ماتت قهرًا
أعرفُ يا أبي
أن اللّجوءَ عربيًا
هو أن تحملَ همّ وطنك المغتصب
وأن يحملوك مصائبَ أوطانهم أيضًا
أنا يا أبي لن أترك المخيم
هذا المخيم لي
وتلك الأرض لي
سأعود يومًا إلى حيفا
ولو حلمًا
سأعود يومًا إلى يافا
ولو وهمًا
أنا يا أبي
لن أُهجّر ثانيةً
أنا لا أحتاجُ سوى
لكسرةِ خبزٍ
ورشفةِ ماءٍ
أنا يا أبي
سأموتُ مثل يوسف وبيسان ويافا
لإننا سُمينا يومًا فلسطين
فالموتُ لأجلها ليسَ عارًا يا أبي
إن متُّ يا أبي
فقلّ لحكامِ العرب
هذا الطفلُ ماتَ جوعًا
جوعًا
جوعًا..
مجد الكروم
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net