الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

ليبرمان امبراطور اسرائيل غير المتوج/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 13/11/13 18:51,  حُتلن: 08:41

زياد شليوط في مقاله:

بعد خروجه من قاعة المحكمة قبل أن يسخن المقعد تحته داخل القاعة قال الامبراطور ليبرمان" المحكمة من ورائي الان أنظر الى المستقبل" بالطبع فإن المحكمة وراءه وهل كانت أمامه يوما من أصله؟

ليبرمان لم يأبه لتسابق الوزراء التعساء لوراثته عشية نطق القضاة بالحكم في قضيته وظهر الوزراء مساكين وهو يتصارعون فيما بينهم وكل منهم يجهز البذلة على مقاسه وخاصة ساعر وشالوم 

عاد ليبرمان إلى عرينه الحكومي في وزارة الخارجية ناعتا الوزارة بأنها بيته حيث وجد مقعده خاليا والمكان فارغا وموظفو الوزارة بانتظاره وقد خرجوا لاستقباله وهو العائد الذي لم يغب عن الوزارة حيث كان يراقب وعينه على كل حركة في الوزارة

17 عاما والملف مفتوح.. 17 عاما من التحقيقات المتواصلة.. 17 عاما وانشغال بمحاكمة "العصر".. 17 عاما وانتظار طويل وممل.. كل تلك السنوات وما حملته ذهبت هباء منثورا على أعتاب محكمة الصلح في القدس، وعاد ليبرمان امبراطورا غير متوج على اسرائيل.

17 عاما لم يظهر فيها ليبرمان متوترا، قلقا، مضطربا.. بل العكس كان صحيحا، دائما كان يسير واثق الخطى رافع الرأس، مكانه لم يتزعزع على عرش حزبه "اسرائيل بيتنا" الذي حوله إلى "الليكود بيتنا"، حيث شم بأنفه الذي لا يخطىء، أنه لكي يجلس على عرش امبراطورية اسرائيل عليه أن يستوي أولا على عرش الليكود بعد أن يزحلق زعيمه نتنياهو ويتحول هو إلى "المسيح المنتظر" ويتوج امبراطورا على عرش اسرائيل.

المحكمة من ورائي
بعد خروجه من قاعة المحكمة قبل أن يسخن المقعد تحته داخل القاعة، قال الامبراطور ليبرمان" المحكمة من ورائي، الان أنظر الى المستقبل" بالطبع فإن المحكمة وراءه وهل كانت أمامه يوما من أصله؟ لم يحسب ليبرمان للمحكمة حسابا ولم يأبه للقضاة ولم يحمل تحقيقات الشرطة على محمل الجد، فكيف باتت المحكمة ومن ورائه؟ منذ اليوم الأول وقبل 17 عاما لم تكن هناك محاكمة انما مسرحية تشبه المحاكمة، وكان البطل المطلق ليبرمان يهز المسرح ويعدل في السيناريو ويخرج عن النص ويحول الحدث الى حيث يرد دون اعتراض، وهل هناك من يملك حق الاعتراض أو النقض؟

عرين ليبرمان الحكومي
حتى أنه لم يأبه لتسابق الوزراء التعساء لوراثته عشية نطق القضاة بالحكم في قضيته. وظهر الوزراء مساكين وهو يتصارعون فيما بينهم وكل منهم يجهز البذلة على مقاسه، وخاصة الوزيرين جدعون ساعر وسيلفان شالوم فبدوا مسكينين وكان ليبرمان يسخر منهما في سره، ولم يبد عليه أي تأثر لأنه يعرف أكثر من أي شخص أن المحكمة لن تجرؤ على إدانته وأنه سيعود منتصرا على خصومه وزملائه.
وبعد أيام عاد ليبرمان إلى عرينه الحكومي في وزارة الخارجية، ناعتا الوزارة بأنها بيته، حيث وجد مقعده خاليا والمكان فارغا، وموظفو الوزارة بانتظاره وقد خرجوا لاستقباله وهو العائد الذي لم يغب عن الوزارة، حيث كان يراقب وعينه على كل حركة في الوزارة. وبعد عودته مباشرة أظهر أنه سيكون ليس سيد الوزارة فحسب بل سيد الحكومة بأسرها، حيث لبس ثوب الحمل وتكلم بهدوء وتواضع عن العلاقة الحيوية مع الولايات المتحدة، وأنه لا يمكن لاسرائيل أن تنجح دبلوماسيا على الصعيد الدولي دون دعم ورعاية واشنطن.
ولماذا لبس ليبرمان هنا ثوب الحمل وهو المعروف أنه يرتدي ثوب الذئب أو الثعلب عادة؟ ذلك لأن نتنياهو تجرأ ومد يده نحو ثوب ليبرمان أمام الولايات المتحدة في الأسبوع الأخير، فوجدها ليبرمان مناسبة نادرة ليثبت لنتنياهو ولسائر الوزراء أنه صاحب البيت وهو الذي سيكون بعد سنوات قليلة سيد البيت بأسره، ولهذا حين تستدعي الظروف فهو يرتدي ثوب الحمل ومتى تغيرت الظروف يرتدي ثوب الذئب.

إمبراطورية ليبرمان العظمى

سبق لي وأن اقترحت وقدمت "قسم الولاء لامبراطورية ليبرمان العظمى" واثبت ذلك في كتابي الجديد " عجايب يا صندوق" الصادر قبل عدة أشهر، قلت فيه وكأني أقول اليوم بعد قرار المحكمة " انا الموقع أدناه، أقر وأعترف أن اسرائيل دولة اليهود وأنها ديمقراطية بمقاسكم الكبير، وأنها أقيمت لتأتي بعد 65 عاما وتحكموها أنتم باسم قانونكم الهمايوني، الذي تحول الى لعبة بيديكم تكونوه وتصقلوه وفق رغباتكم اللا محدودة. فأنتم القانون وأنتم سادة القانون، والقانون أنتم وهو لكم وسادة غير خالية."

شفاعمرو/ الجليل

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.