في مجد الكروم وتحت شعار الشعر الفلسطينيّ سلاحًا وأمام جمهور حاشد: الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين ومؤسّسة محمود درويش للإبداع ومهرجان آذار للشّعر الفلسطينيّ
افتتح الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين ومؤسّسة محمود درويش للإبداع ورعاية مجلس مجد الكروم مهرجان آذار للشّعر الفلسطينيّ، وسط حضور حاشد ومميّز.
وفي تقرير من إعداد علي هيبي جاء: في السّاعة الرّابعة والنّصف قبل مساء يوم الجمعة الموافق لِ 25/3/2022 ومع غناء الجمهور "موطني" غصّت قاعة المركز الجماهيريّ في وسط قرية مجد الكروم الجليليّة بجمهور حاشد، ينيف عن المئتيْن جاءوا من قرى الجليل والمثلّث ومدنهما، من أعالي الجليل حتّى ربوع المثلّث، ليشاركوا في حضور فعاليّات مهرجان آذار للشّعر الفلسطينيّ، وبحضور رئيس المجلس المحلّيّ السّيّد سليم صليبي ومدير المكتبة العامّة السّيّد علي منّاع وطواقم العمل في المكتبة العامّة والمركز الجماهيريّ، وقد حلّ الأديب الفلسطينيّ أسعد الأسعد من القدس المحتلّة ضيفًا على المهرجان، وكذلك الشّاعر زهير صبّاغ. كما برز من بين الحضور السّيّد د. حنّا سويد عضو الكنيست السّابق، والبروفيسور أشرف بريق صاحب نوتات الكيميائيّ، وآية منّاع مديرة المركز الجماهيريّ والمركّز أيمن خلايلة مع مجموعة من الطّلّاب الثّانويّين المتطوّعين، والسّيّد داود بدر عن لجنة المهجّرين.
وتحت شعار "الشّعر الفلسطينيّ سلاحًا" أعلن الشّاعر علي هيبي عضو اللّجنة التّأسيسيّة للاتّحاد وعضو إدارة مؤسّسة محمود درويش للإبداع باسْم الجمهور الكبير عن افتتاح مهرجان آذار للشّعر الفلسطينيّ، ومن ثمّ دعا د. مروان مصالحة لإلقاء كلمة الاتّحاد وإدارة الجلسة الافتتاحيّة للمهرجان.
وفي كلمته رحّب د. مصالحة بالحضور الغفير على تكبّده مشاقّ السّفر وظروف الطّقس الصّعبة، وشكر كلّ من ساهم في الإعداد لهذا المهرجان الضّخم الّذي اعتبره مظاهرة أدبيّة وثقافيّة فارقة في مجتمعنا العربيّ، وممّا تطرّق إليه في كلمته أنّ الشّعر الفلسطينيّ كان الصّديق والرّديف للنّضال الفلسطينيّ منذ ما قبل النّكبة وحتّى أيّامنا هذه سيبقى سندًا بهيًّا لهذه القضيّة الوطنيّة العادلة، وإلى جانب وطنيّته وإخلاصه كان الشّعر الفلسطينيّ إنسانيّ النّزعة والمضامين. ولعلّ هذا المهرجان الشّعريّ سيكون له صدًى واسع في الأوساط الثّقافيّة والاجتماعيّة والشّعبية في مجتمعنا العربيّ الفلسطينيّ. وقد أنهى كلمته بشكر خاصّ للمجلس المحلّيّ في مجد الكروم على دعمه المادّيّ والمعنوي لهذا المهرجان.
وكانت الكلمة الثّانية للسّيّد سليم صليبي رئيس المجلس المحلّيّ فقد رحّب بالضّيوف من كلّ المدن والقرى وبأهالي مجد الكروم، ومن ثمّ أعرب عن استعداده وأعضاء مجلسه وأهالي قريته لدعم مثل هذه الفعاليّات الثّقافيّة والأدبيّة والفنيّة الهادفة والملتزمة، وتطرّق إلى أهمّيّة هذه النّشاطات في حياة أيّ مجتمع، ومجتمعنا الفلسطينيّ في الدّاخل لا يستطيع الاستمرار في البقاء والتّطوّر بلا ثقافة وأدب وشعر تصون لغة وجودنا على هذه الأرض، الّتي عليها ما يستحقّ الحياة، وفي النّهاية شكر كلّ من ساهم في هذا النّجاح الكبير للمهرجان في مجد الكروم.
أمّا السّيّد علي منّاع وبكلمة شاعريّة رقيقة قال: إنّ حزب الشّعر والفنّ والكلمة والثّقافة عامّة لهي الوسائل المشرقة الّتي تقود إلى نور الحرّيّة وتصنع ورد الحياة الكريمة، تسعد قريتنا مجد الكروم باستضافتكم دائمًا لتقديم هذه الوجبات الدّسمة من الحبّ والشّعر، فنعيش بها وفيها وعلى أوتار أنغامها حياة مفعمة بالنّشاط والمتعة والفائدة، فأهلًا بكم بكلّ المحبّة في بلدكم مجد الكروم.
د. بطرس دلّة كعضو في إدارة مؤسّسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف قدّم كلمة المؤسّسة فأشاد بها بدور المؤسّسة ومديرها عصام خوري في رعاية الكثير من الفعاليّات الثّقافيّة في مقرّها الدّائم في كفر ياسيف وبالتّعاون مع منتديات ثقافيّة في القرى الأخرى، ومن ثمّ تطرّق إلى دور الشّاعر الفلسطينيّ الكبير محمود درويش ومسيرته الشّعريّة والثّقافيّة والنّضاليّة الوطنيّة، فأكّد على أنّ درويش يعتبر قامة عالية في تاريخنا الفلسطينيّ وعلامة فارقة في ثقافتنا الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة.
وقد اختتم الجلسة الافتتاحيّة الكاتب د. سامي إدريس بمحاضرة عن الشّعر الفلسطينيّ المحلّيّ فأثرت هذا المهرجان بزخم معلوماتها وانسجامها مع قصائد المهرجان، وقد ذكر د. إدريس أنّ شعرنا الفلسطينيّ اليوم لا ينسى البدايات، بل هو امتداد لها، فكلّ شعرائنا الّذين يكتبون الآن نموا وترعرعوا على شعر الكبار قبل النّكبة من أمثال طوقان ومحمود والكرميّ والشّعراء الّذين واكبوا ويلاتها كزيّاد ودرويش والقاسم، ولذلك من الواجب على شعرائنا أن يحافظوا على هذا الإرث الحضاريّ العظيم، ومن الطّبيعيّ أن ينهلوا من ينابيعه ويستفيدوا من أشكاله ومضامينه ويوظّفوها في تجاربهم ومعاناتهم، خاصّة أنّ قضيّتنا الوطنيّة ما زالت عالقة وما زال نضالنا مستمرًّا مع الشّعر الملتزم والمناضل.
ويشار إلى أنّه ورد إلى المهرجان عدّة تحيّات من إدارة مجلّة الإصلاح ورئيسها الأديب مفيد صيداوي، من السّلطة الفلسطينيّة ممثّلة بالأخ العجرمي، من الشّاعر عصام الشّوا، ومن المجلس الأوروبيّ لتعدّد الثّقافات.
ويشار إلى أنّ إلقاء الشّعر استمرّ لثلاث ساعات تقريبًا وعلى مدى جلستيْن ألقى فيهما عشرون شاعرًا من أشعارهم الوطنيّة والإنسانيّة. وقد تألّق في إدارة الجلسة الأولى الكاتب عبد الخالق أسدي عضو اللّجنة التّأسيسيّة للاتّحاد فأتحف الجمهور بفرائده الشّعريّة وكلثوميّاته المميّزة، ومن ثمّ قدّم الشّعراء على التّوالي: على هيبي من كابول، وفاء حزّان من أبو سنان، سامية شاهين من عرّابة البطّوف، د. عدالة جرادات من يافة النّاصرة، ومن الجدير ذكره أنّ د. جرادات قرأت أمام المهرجان تحيّة المجلس الأوروبيّ لتعدّد الثّقافات ومقرّه في بلجيكا. ومن بعدها ألقى الشّعراء د. أسامة مصاروة من الطّيّبة، الطّفل البارع عطّا كيّال من المكر، يوسف أبو خيط من الطّيرة، ويشار إلى أن الأخ أبو خيط فنّان أتحف الجمهور مع رنّات أوتار عوده وأغانيه، أكرم ريّان من كابول، أسماء إلياس من البعنة واختتم بقصائده العموديّة الشّاعر اليركاويّ يحيى عطا الله.
أمّا جلسة الإلقاء الثّانية فقد أدارتها بتألّق العضو النّاشط في اتّحادنا ابنة مجد الكروم السّامقة الكاتبة أسمهان خلايلة، فاستهلّت بالتّرحيب والتّحايا ومن ثمّ حيّت بشكل خاصّ ضيف المهرجان من قدسنا الشّريف الشّاعر أسعد الأسعد ودعته لإلقاء قصائده، فحيّا بدوره المهرجان والقائمين عليه ومجلس مجد الكروم ورعايته والاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين على هذا المهرجان الضّخم، ودعا إلى المزيد من التّواصل الثّقافيّ والأدبيّ بين شقيّ الوطن، ومن ثمّ أتحف الحضور بمجموعة من قصائده الوطنيّة الإنسانيّة.
ومن بعده دعت خلايلة للإلقاء كلًّا من الشّعراء: جميلة شحادة من النّاصرة، نسيم أسديّ وحسين حمّود من دير الأسد، عايدة مغربي من عكّا، خالد خليل من كفر ياسيف، مروة ذيب من مجد الكروم، عبد حوراني من كفر مندا، محمّد صبيح من كفر قرع، علي تيتي من البعنة وعمر نعامنة من عرّابة البطّوف.
وفي تلخيصه لوقائع المهرجان ودلالاته وأهمّيّة عقده عبّر د. محمّد هيبي عن شكره للمجلس المحلّيّ في مجد الكروم وللمكتبة العامّة وأشاد بالتّعاون مع مؤسّسة محمود درويش للإبداع، وشكر جمهور الشّعراء والجمهور الواسع، وأشار إلى أنّ المهرجان سيتحوّل بسلاح الشّعر إلى تقليد سنويّ يثري حياتنا الثّقافيّة والأدبيّة، ونوّه إلى دور الاتّحاد وهو في طور التّأسيس إلى الفعاليّات الّتي نفّذت في شهر آذار الثّقافة والأرض في مدرستيْ: كفر مصر ودير الأسد، وإلى النّدوتيْن في أبو سنان بمناسبة عيد الأمّؤوأمسية في طمرة تكريمًا للكاتبة خالديّة أبو جبل وإشهارًا لباكورة إبداعها "الزّقزقيا".
ومع رنّات العود وصوت الفنّان يوسف أبو خيط وصوت الشّاعرة سامية شاهين وغناء جماعيّ من الجمهور في القاعة لنشيد "موطني" أغلق المهرجان عن نجاح عظيم وباهر.