الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

ليدي- النّاشطة نسمات زيتون من نحف: تراثنا آخذ بالاندثار والتلاشي

ليدي كل العرب
نُشر: 17/09/15 15:47,  حُتلن: 19:59

نسمات زيتون:

يسكنني بشكل دائم شغف العمل في الإطار الجماهيري فعلاقتي تبدأ مع الناس حولي وتنتهي معهم

تمت بلورة المشاريع المختلفة ابتداء من مشروع تعليم التطريز والشغل بالخرز الملون والكريستال وصنع الاكسسوارات وقد انتهى هذا المشروع بإقامة معرض النساء الأول للأعمال اليدوية 

نحن نركز على أهمية العمل التطوعي كركيزة اساسية في بناء الجمعية من جهة والمجتمع المحلي من جهة اخرى

القيمة المضافة التي يكتسبها الأفراد المنخرطون بالعمل التطوعي فهو تعلم مهارات جديدة وتعزيز الانتماء للمجموعة وزيادة قدرة الانسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين

نسمات زيتون من بلدة نحف ناشطة جماهيرية اذ تعمل مديرة لجمعية الجنى التي تأسست من اجل النهوض بالمرأة العربية في منطقة الجليل الأعلى. شقت طريقها بالعلم والعمل المتواصلين، ابتداءً من دراسة موضوع البيوتكنولوجيا والعلوم (لقب أوّل) ما مكنها من استلام وظيفة عاملة مختبر في المدرسة الثانوية في قريتها، مرورًا بمتابعة التعليم لاكتساب مهارات التوجيه وتدريب المجموعات، لتحظى بالعمل على إثرها ضمن برنامج لتطوير المجتمع البدوي سنة 2011، ثم خاضت معركة نضالية أسفرت عن انتخابها رئيسة للجنة العمال عام 2014 لمدة عام ونصف. ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد بل تكللت جهودها اخيرا بالحصول على شهادة تدريس في اللغة الانجليزية.


نسمات زيتون 

تقول نسمات إنّها عرفت منذ البداية القيمة الأثرية والسياحية لبلدتها الجبلية العريقة المطلة على مسطح أخضر خلاب، يغلب عليه منظر الشجر دائم الخضرة المكتنز على سيل العافية "زيت الزيتون"، ومن هنا جاء حرصها على تفعيل جمعية الجنى من خلال "مركز الجنى التراثي" ليكون مركزًا لفعاليات الجمعية ومجمعا لتراث نحف، ووقع الاختيار على مبنى أثري قديم هو عبارة عن معصرة زيتون شيدت قبل 400 سنة، وهكذا باتت الجمعية تجمع بين ثناياها الأدوات التي استخدمت في الماضي داخل البيت وخارجة من أواني الطبخ، خوابي الزيت، الاطباق، الجرن، طاحونة القمح، إضافة الى النير والمذراة وسلال القش متعددة الاستخدامات، والمهباش وأدوات ومستلزمات التطريز الفلاحي وغيرها.

وتشدد نسمات على الدافع بالقول: "تراثنا آخذ بالاندثار والتلاشي مع غياب جيل الكبار، والتراث يستحق منا أن نحافظ عليه وأن نعيد له رونقه عن طريق التواصل والوعي المرفق بالتخطيط". وتستقبل جمعية الجنى جميع الاجيال، نساء ورجالا وطلاب مدارس وأطفال البساتين، والوفود المحلية والعالمية ليتعرفوا على تاريخ الحضارة العربية الأصلية. وقد تم لهذا الغرض اعداد برنامج مميز يشمل جولة في المتحف مع شرح عن المكان الأثريّ والبيت القديم، والأدوات المستعملة في القِدم، والمعصرة القديمة. كما تم العمل على تنظيم ورشات عمل كالرسم والطين ورقص الدبكة ،ناهيك عن الأغاني الشعبية وفن سرد القصص".

العمل والانتاج
وعن نشاطها في الجمعية تقول نسمات: "يسكنني بشكل دائم شغف العمل في الإطار الجماهيري، فعلاقتي تبدأ مع الناس حولي وتنتهي معهم، وكانت الجمعية قد أقيمت منذ البداية من أجل التواصل مع جمهور النساء وتلبية النقص الذي يواجهنه من مختلف الزوايا، بالتركيز على النهوض بهن كنساء يطمحن الى العمل والانتاج وتحقيق مدخولات لبناء وتعزيز مكانتهن وسط أسرهن وداخل مجتمعهن، ومن هذا المنطلق تمت بلورة المشاريع المختلفة ابتداء من مشروع تعليم التطريز والشغل بالخرز الملون والكريستال وصنع الاكسسوارات، وقد انتهى هذا المشروع بإقامة معرض النساء الأول للأعمال اليدوية على أمل ان تتكرر هذه التجربة الرائدة سنويا بفعل النجاح الذي حققه المعرض الأول وأعمال النساء في صنع اطباق القش، شالات تطريز اعمال يدوية حلى مميزة من وحي التراث الفلسطيني، شالات تطريز، فن يدوي دقيق ومميز".

تعزيز الانتماء 
وأضافت نسمات قائلة: "أن الجنى بادرت الى تنظيم دورات عديدة تحت اشراف عدد من المدربات ضمن مشروع "ابرة وخيط," اشتملت على تعليم التطريز على الشالات والمخدات والشراشف وغيرها من الأدوات المنزلية ،كالمزهريات وعلب المناديل الورقية وغيرها". وتشير نسمات الى أهمية البعد الذي ينطوي عليه المشروع. فالبرنامج يهدف الى تشجيع النساء على العمل وادارة مصالح صغيرة ،انطلاقا من فكرة بسيطة ولكن عميقة بمدلولاتها، مؤكدة في الوقت نفسه على أن العمل ما كان لينجح لولا تماسك السواعد والهمم ،والعمل التطوعي لجنود مجهولين، ونحن نركز على أهمية العمل التطوعي كركيزة اساسية في بناء الجمعية من جهة والمجتمع المحلي من جهة اخرى. أما القيمة المضافة التي يكتسبها الأفراد المنخرطون بالعمل التطوعي فهو تعلم مهارات جديدة وتعزيز الانتماء للمجموعة وزيادة قدرة الانسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين".



مشروع "ارشاد الفتيات"
من ضمن المشاريع الهادفة التي تنظمها جمعية الجنى، مشروع "ارشاد للفتيات"، يتضمن المشروع فعاليات متنوعة ومختلفة داخل المجموعات، وفعاليات في الطبيعة تتعلق بالحياة اليومية، وتهدف الى تعزيز الفتيات وتوجيههن من خلال سلسلة لقاءات تستهدف تطوير مهارات التواصل والاتصال، اتخاذ القرارات، إدارة الوقت والمبادرة وأسرار القيادة، وتصب هذه المهارات في صالح تعزيز الثقة لديهن ،وبالتالي الإسهام في انخراطهن ودمجهن في المجتمع بشكل فعال".

يوم توجيه دراسي
التصاقا بالهدف الأسمى وهو الدفع قدما بمستوى التعليم ككل داخل المجتمع العربي المحلي، سعت جمعية الجنى الى استضافة العديد من الطلاب الجامعيين وأصحاب المهن في الحقول المختلفة ومنها: الطب، المحاماة، المحاسبة، الدراما، الاقتصاد، الصيدلة وغيرها، وذلك في إطار يوم للتوجيه الدراسي الذي عرف اقبالا لافتًا واستقطب عددًا كبيرًا من الطلاب الثانويين الذين جاءوا من اجل الانكشاف على المجهول وتحديد ملامح له تجعلهم يقدمون على خطوة التعليم العالي بناء على المعرفة المتعلقة بميولهم هم ورغباتهم وتوفير المعلومات الضرورية لهم عن عالم المهن وسوق العمل.

دورات للأطفال
والجنى بتعريف مديرتها، جمعية شمولية النظرة، ومن هنا فهي لا تحصر نشاطها بفئة دون غيرها، ويشغل الأطفال حيزًا كبيرًا في جدولها. وقد أسفر سعيها عن عدد من النشاطات الموجهة للأطفال، الأول مشروع الدراما تحت اشراف الفنانة سلام مطر، التي وضعت برنامجا ثري المحاور بالنسبة للطفل، ففي المقام الأول ينكشف الطفل على مجال الدراما وينمي لديه الثقة بالنفس ويذيب عوائق عديدة ابرزها الخجل والتردد. وتأخذ الفنانة طلابها الصغار الى عالم صناعة الدمى ،وهو مجال شيق يطلق العنان لعملية الإبداع وربطها بقواعد مهنية.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286950.63
BTC
0.52
CNY
.