أمريكا من هندسة التطبيع الى هندسة الحرب

أحمد حازم
نُشر: 01/01 08:15

كل بناية في هذا العالم تقوم حسب تخطيط من مهندس والعمال يعملون على تنفيذ المخطط بناءً على تعليمات المهندس. والحرب الهمجية على لبنان وقطاع غزة هي حرب خططت لها الولايات المتحدة ويقوم الكيان الصهيوني بتنفيذها بدعم الغرب ولا سيما صاحب المخطط، إضافة الى بريطانيا، فرنسا وألمانيا. أذا هي حرب غير متكافئة بتاتا بين كبرى وأقوى دول العالم والغرب وبين تنظيمين أحدهما فلسطيني (حماس) والآخر لبناني (حزب الله) بدعم إيراني.

هندسة الحرب الحالية في المنطقة لم تكن الأولى من نوعها بل سبقها تنسيقان من نوع آخر كانت الحرب السبب في ذلك. فقد "هندست" أمريكا بعد حرب أكتوبر 1973 اتفاقية التطبيع مع مصر السادات وهندست زيارة أنور السادات لإسرائيل حيث لعب وزير الخارجية الأمريكي  الأسبق هنري كيسنجر الدور الأكبر في ذلك. وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "هندست" أمريكا لعملية تطبيع في العام 2020 بين إسرائيل من جهة والامارات والبحرين من جهة أخرى تبعها المغرب والسودان.

في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة وحتى قبل أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، فإن أصحاب القرار في المنطقة هم ثلاتة لا رابع لهما: أمريكا، إسرائيل وإيران بمعنى ان هذه الدول الثلاث هي التي تتحكم بمجريات الأمور مستقبلاً.

مستقبل المنطقة مرهون الآن بالرئيس الأمريكي المنتظر، والذي ستفرزه انتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من الشهر المقبل. فالرئيس الأمريكي القادم هو الذي سيقرر كيفية حسم الأمور في المنطقة، بمعنى ما إذا كانت أمريكا ستستمر في دعم خطط نتنياهو التي لا تبشر بخير للمنطقة، أم انها ستمارس ضغطا متزايدا عليه للتراجع عن خططه.

إسرائيل  تشعر الآن "بانتصار" جزئي بعد اغتيال إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله وقادة كبار آخرين لحماس وحزب الله وتفكر الآن بمرحلة جني ثمار انتصارها، حيث أعلنت عن مشاركتها في صفقة تسوية شاملة مع حماس انطلاقا من موقفها "القوي"، الذي فتح شهيتها للعمل على تغيير المعادلة في المنطقة. لكن الأمر كلّه مرتبط باسم الرئيس المقبل في واشنطن يوم 5 تشرين الثاني.

اذا فاز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فإن الوضع سيتغير كلياً بالفعل في المنطقة لأن إسرائيل ستكون المستفيد الرئيس من هذه التغيرات خصوصاً ان ترامب وخلال رئاسته السابقة قدّم لإسرائيل خدمات على الصعيدين السياسي والعسكري لم يقدمها أي رئيس أمريكي سابق. ولذلك سيواصل ترامب دعمه لإسرائيل. والأمر لا يختلف إذا وصلت منافسة ترامب المرشحة كامالا هاريس على رأس الإدارة الأمريكية المقبلة. ويبدو أن كل شيء مؤجّل في انتظار الإدارة الأميركيّة الجديدة.

وأخيرا...

 الرهان على أمريكا وامكانية قيامها بالضغط على اسرائيل من اجل ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية هو رهان خاسر بكل المقاييس.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة